موريتانيا تستعرض مشاريع تنموية استراتيجية بفيينا وتدعو الشركاء لتعبئة تمويلات لتنفيذها

شاركت موريتانيا، ممثلة بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الاثنين في العاصمة النمساوية فيينا، في أعمال الطاولة المستديرة “فيينا 2025″، التي نظمها صندوق أوبك للتنمية (OPEC Fund)، بحضور عدد من قادة وممثلي المؤسسات المالية الدولية وصناديق التنمية ضمن مجموعة التنسيق العربية.
وفي مداخلة أمام اللقاء، عبّر الرئيس الموريتاني عن شكره لصندوق أوبك ومجموعة التنسيق على تنظيم هذا اللقاء، الذي يتماشى مع الدور الريادي الذي تؤديه هذه المؤسسات في دعم جهود التنمية الشاملة والمستدامة في الدول النامية.
وأكد ولد الشيخ الغزواني أن التمويلات المقدمة من مؤسسات مجموعة التنسيق العربية كان لها دور حيوي في تنفيذ مشاريع استراتيجية في مجالات مثل المياه والطاقة والبنية التحتية، مشددًا في المقابل على أن النجاح في تحقيق التنمية يتطلب إصلاحات هيكلية تعزز من نجاعة استثمار هذه التمويلات وتحويلها إلى نتائج ملموسة.
وأوضح الرئيس أن موريتانيا تبنّت استراتيجية وطنية للنمو المتسارع والرفاه المشترك، ترتكز على تحسين البنى التحتية، وتوسيع النفاذ إلى الخدمات الأساسية، ودعم الفئات الهشة، مشيرًا إلى حزمة إصلاحات طالت الحوكمة ومحاربة الفساد وتحسين مناخ الأعمال واستغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام، ما جعل البلاد وجهة مستقرة وجاذبة للاستثمار في قطاعات واعدة مثل الزراعة والمعادن والغاز والطاقة المتجددة والصيد.
كما أعلن عن جملة مشاريع هيكلية تم إعدادها ضمن خطة وطنية شاملة، تشمل تهجين محطات الطاقة الحرارية في الداخل، وبناء سدين استراتيجيين لتعزيز الأمن المائي، وإعادة تأهيل محوري نواكشوط-نواذيبو وروصو-بوكي، واستصلاح الأراضي الزراعية، وبناء ميناء في المياه العميقة بنواذيبو، وتأهيل ميناء انجاغو، وإنشاء منصات لتفريغ المصائد البحرية.
ودعا الرئيس إلى تبني هذه المشاريع من طرف الشركاء في مجموعة التنسيق العربية وتعبئة الموارد اللازمة لتنفيذها، معربًا عن استعداد موريتانيا لتأسيس آلية تنسيقية تتابع التنفيذ وتضمن تحقيق الأثر التنموي.
وفي ختام مداخلته، شدد على أن هذه المشاريع تمثل أكثر من مجرد تدخلات قطاعية، بل تشكل دعائم لتحول تنموي هيكلي يعزز صمود المجتمع الموريتاني ويفتح آفاقًا جديدة لنمو منصف ومستدام.