كلمة المندوب العام للتآزر الشيخ ولد بد بمناسبة إطلاق رئيس الجمهورية بشكل رسمي لبرنامج تعمير الذي تنفذه المندوبية:

رحب معالي المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الاقصاء السيد الشيخ ولد بدَّ، بفخامة رئيس الجمهورية، وأبلغه تحيات مجتمع التآزر الذي أصبح اليوم يتألف من 307 آلاف أسرة متعففة مسجلة في السجل الاجتماعي، وشكرهم العميق وامتنانهم البالغ لفخامة رئيس الجمهورية، على انحيازه الدائم للطبقات الهشة، ووقوفه المستمر إلى جانبها، وعمله الدؤوب من أجل الرفع من مستواها المعيشي، وتحقيق اندماجها الاقتصادي والاجتماعي، وإلحاقها بركب الحضارة والتنمية.
وذكّر معالي المندوب العام بالوضعية التي كان عليها مستوى الإنفاق الحكومي في مجال مكافحة الفقر والإقصاء قبل تولي فخامة رئيس الجمهورية مقاليد الحكم، حيث بلغت آخر ميزانية سنوية مخصصة لمكافحة الفقر والإقصاء قبيل تسلمه لمهامه سنة (2019)، 7 مليارات و200 مليون أوقية قديمة، في حين ارتفع هذا المبلغ عند تسلم فخامته مقاليد السلطة إلى أزيد من 50 مليار أوقية قديمة للسنة، مشيرا إلى أن هذا هو خير دليل على الأولوية الكبيرة التي يوليها فخامته للطبقات الهشة.
وأوضح معالي المندوب العام أن التآزر رغم كل الإنجازات التي حققتها، ظلت بحاجة إلى إصلاحات ترفع كفاءتها، وتحسن مردوديتها على الفئات المستهدفة، وهو ما تعهد به فخامته في برنامجه “طموحي للوطن”، مضيفا أنه انسجاما مع تلك التعهدات تبنت المندوبية العامة مقاربة جديدة تنقلها من مجرد شباك خدمات إلى هيئة ديناميكية تعمل بصورة منسقة مع مختلف القطاعات الحكومية، فضلا عن قيامها بإصلاحات جوهرية تهدف إلى التسيير المعقلن والشفاف لمواردها.
وقال إنه في إطار هذا التوجه الإصلاحي الجديد يأتي إنشاء برنامج “تعمير – مدن التآزر” وهو برنامج واسع وطموح يستلهم المعاني السامية، ويسير على هدى الرؤية العميقة التي عبر عنها فخامة رئيس الجمهورية في خطاباته التاريخية في وادان (2021)، وجول (2023)، وشنقيط (2024)، حيث دعا إلى هبّة وطنية جامعة قوية لتغيير العقليات السلبية، والتخلص من النعرات الضيقة، وخطابات الكراهية، ونزعات الاستعلاء، تحصينا لشعبنا ذي التاريخ الواحد والمستقبل المشترك، مبرزا أن هذه الهبّة هي التي يسعى هذا البرنامج الجديد إلى الاستجابة لها وتجسيدها واقعا تعيشه أمتنا حاضرا ومستقبلا.
وأوضح معالي المندوب العام، أن هذا البرنامج سيركز على تغيير العقليات، وتقوية اللحمة الوطنية، وتنمية الوعي المدني، وخلق مجتمع متجانس قادر على التعايش والعمل المشترك، وذلك بواسطة القيام بمجموعة من التدخلات المتزامنة في مناطق الفقر والهشاشة، إذ سيوفر لها البنى التحتية والخدمات الأساسية، وتمويلات الأنشطة المدرة للدخل والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، وإطلاق سلسلة من الأعمال التوعوية الموازية التي ستعمل على تغيير العقليات من خلال محاضرات ليلية تستهدف غرس القيم الدينية والمدنية يقدمها رواد برنامج “تعمير – مدن التآزر” الذين يتألفون من شخصيات أكاديمية ومجتمعية وسياسية بارزة، وأيضا من خلال برامج خاصة تعيد إلى المسجد والمحظرة والمدرسة ودور الشباب والملاعب والنوادي الثقافية والرياضية ألقها ودورها في التوعية والتربية المتشبعة بقيم الدين الحنيف، وثقافة المواطنة المدنية، بحيث نحصل في النهاية على أحياء متطورة ومزدهرة، يعيش فيها مواطنون واعون بواجباتهم وحقوقهم يقوم فيها المسجد بدوره كاملا، وتقوم فيها لجان المدن بالتعاون مع التآزر بالخدمة المدنية والعمل التطوعي، وحراسة الحي من تسرب المسلكيات الضارة كالمخدرات أو العنف أو الجريمة إليه، كما يقوم فيها آباء التلاميذ بدورهم التوجيهي والرقابي كاملا.